Friday, 20 November 2015

حرب العشرين

صباح الخير يا قسوة العالم .. علي حالكِ أعلم
و أعطيتيني من حالُكِ القليل ..

العالم في طريقه للحرب العالمية الرابعة .. نعم الرابعة
فالثالثة تلك هي حربي أنا ..
العالم في طريقه للحرب و انا في طريقي للعشرين
و في طريقي للعشرين بدأتُ انظر للعالم بعيني لا بقلبي
بدأتُ أعتاد الحياة التي لا طالما اخافتني اكثر
بدأت أتأمل صور ضحايا الحروب بعد أن كانت تصيبني بالهلع
بدأت أحاول ان أنظر للحقيقة في عينيها .. لآن الخيال قد يكون أسوأ ألف مرة
في طريقي للعشرين بدأتُ ادرك انه لا بأس في وطننا هذا
أن تكون بلا حلم و انت في طريقُكٍ للعشرين
و أنه لا بأس أن تخاف من "العشرين" تلك لأن أيضًا في وطننا كل شئ مخيف
في طريقي للعشرين بدأتُ أخافُ من الحب أكثر و أقرأ عنه أقل
بداتُ أتفهم أن أم كلثوم إنتقَت الحب الذي تغني لأجله
في طريقي للعشرين تمنيتُ كثيرًا لو كان لي أخًا
تمنيتُ كثيرًا لو انني لم أكن أشعر بهذا القدر من عدم الآمان في كل خطواتي
تمنيتُ لو كنتُ احبُ هونًا و أعترفُ باللون الرماديّ
ولا اعاقبُ الكون بآسره علي حزني
في طريقي للعشرين تحررتُ أكثر ركبتُ دراجات و خيول اكثر
جريتُ و رقصتُ أكثر إنتزعتُ من الدنيا حقوقي
في طريقي للعشرين فهمتُ ان دراستي و عملي أهمُ من رجلٍ شرقي ساذج
و حبي لرجلٍ شرقي ليس بساذج يحترمني يأتي قبل دراستي و عملي
حلت الحياة ضفيرتي في طريقي للعشرين
و إستبدلتها بشعرٍ غجريٍ لا يستأذنُني
في طريقي للعشرين لم ألتفت ورائي نهائيًا
و لم أشعرُ بالحنين قط لما مضي ..أصبحتُ أكثر حسمًا و صرامة
فما مضي لن أسمح له بالعودة و لا حتي كزائرٍ يطمئن
أحبُبت قانوني الذي يسري علي من يطأ أرض قلبي
ستأخُذ كل ما تريد تجول هنا و هناك و ما إن حل وقت رحيلك
فلن تعود أبدًا مهما كانت دوافعك و أعذارك
ف العشرين تعلمُنا القسوة أحيانًا .. اعلمُ
و في طريقي للعشرين .. أدركتٌ أن العشرين حربًا
و أدركتُ أنني في طريقي للحرب التي أبغضها و أكرر حروفها كثيرًا
 أدركتُ فجأةً أنني أتشابه مع هذا العالم
 ف انا أيضَا في طريقي للحرب ..حربُ العشرين









Saturday, 31 October 2015

الأريكة الخضراء

جاء اليوم المُنتظر , لطالما وثقت في حدسها حدّ الجنون 
لطالما أخبرها قلبها كل شئ بدون أن تسأل هي 
بكاء مستمر غير مبرر لثلاثة أيام قبل هذا اللقاء 
وهي تسأل نفسها كل يوم " ما الذي يحدث؟" 
إنتظرت هذا اليوم كثيرًا و عندما إقترب نبأها قلبها بما لايسر
في طريقها إليه إنتبهت لأغنيتها المفضلة لأم كلثوم "أنت عمري"من إختيار السائق الضاحك المُسن
فلم تمنع ثغرها من الإبتسام أملةً في أن تجري الامور كما يتمني قلبها و لكن .. هيهات
"كافيه"من  إختيارها , لماذا إختارته ؟ لا تعلم ربما لأنها أحضرت أمها إليه من قبل
 ف تركت فيه بعضًا من الآمان الذي تفتقده هي
إهتمت بأصغر تفاصيلها , ليس لأنها في طريقها إليه و لكن هذه عادتها التي تحبها
"شوكولاتية كبيرة" كما وعدته .. و هل هناك أجمل من الشوكولاتة ليُهدي
زفَت إليه خبر وصولها فخرج ليستقبلها و إنتفض قلبها و هي تري عينه تتأمل كل ما فيها بسرعة البرق
جلس هو و إستأذنت هي لتتاكد ان " التفاصيل الصغيرة بخير و كما هي " 
ظلّ يلّح عليها "ها سنة بقي ولا ايه ؟" فتتسع ضحكتها حتي عادت إليه 
إختياره للمكان الذي تجلس فيه جعلها تشعر بشئ من التوتر 
أريكة خضراء زادت من توترها , جعلها تجلس الي داخل بجانب الحائط 
و إلتفت هو إليها تاركًا العالم بآسره وراء ظهره , لفتت جلسته إنتباهها وإنتباه المارة جميعًا
بعد أن تأمل تفاصيلها بسذاجة طفل يسرق الحلوي بدون أخذ إحتياطه 
مد يده إليها هامسًا " سلمّي عليّا" بالرغم من انهما تصافحا في بداية اللقاء
رفقًا بها أيها الأدرينالين اللعين, صافحته مرة اخري و نبض قلبها يدوي في جنبات المكان
يسمع نبض قلبها المتسارع كل من في المكان .. إلا هو 
تجاذبا أطراف الحديث حتي بدأ الحديث الأهم 
لم تتفاجئ من المنوال الذي صارت عليه الأمور , ف حدس قلبها اللعين اخبرها بهذا كله
أنصتت بدون ان تنظر إليه عيناها زائغتان في المكان و هو يحكي عن تلك الفتاة
يحكي عن جرحه و عنها و عن كل التفاصيل التي لم تكن تريد أن تعرف عنها شيئًا
تأملت كل الوجوه و زوايا المكان موّشحةً بوجهها عنه , ظن هو أنها غير منتبهة ولا مبالية لحديثه 
و لكنه لا يعلم أنها فقط تتحاشي النظر إلي عينيه
 حتي لا تري شغفًا أثناء حديثه عن تلك الفتاة التي أصبحت ألدّ أعدائها منذ لحظة ذكر إسمها 
و علي غير عادتها سريعة الغضب و لكنها تحوّلت امامه لكتلة من الثلج
فكيف لأنثي مثلها تعتز بكبريائها أن تظهر له لحظة خيبة أمل واحدة فتعيش باقي عمرها منكسة االرأس
تعمّدت رفض أوامره و تحكمّاته بعد كل ما حكي علي غير عادتها المطيعة لمن تحب 
و لكنها لم تنفذ حرفًا واحدًا مما طلب سواءًا كان بدافع غريزة الرجل الشرقي المُسيّر 
أو بدافع مُحبٍ لازال متأرجحًا بين جرحٍ  قارب ان يطيب و بين جُرحٍ أوشك علي النزيف
إستفز كل ما فيها بحديثه و آلمه الذي لم يحاول إخفائه عنها 
و إستفزت كل ما فيه بهدوئها الذي فقدته أثناء مغادرة هذا المكان 
قبل أن يشب حريق قلبها في كل ما حولها
لم تعد تتمكن من المحافظة علي توازنها و صورتها امامه اكثر من هذا
سارعت بالخروج خلفه من الباب الذي دخلت منه ضاحكة و خرجت تحترق داخلاً
"-مالك؟
-الدنيا حر جدًا"
درجة حرارة معتدلة و لكن الحريق بداخلها هو الذي لا يهدأ ولا ينطفئ
بكت شعورها بالإنهزام أمام نفسها  بكت قسوة هذا اليوم بكل ما فيه
كعادته راسلها برقم سيارة التاكسي فزاد غضبها
و كأنها توّد لو تصرخ في وجهه كُف عن محاصرتي
كُف عن  محاولاتك أن تكون آمانًا و حماية ً
كُف عن الإقتراب مما تجهل و الإنجذاب لطريقٍ لا يعرف أيًا منا آخره
كُف عن الإهتمام الغير مبرر و الخوف الزائد عن الحدّ 
رفقًا بقلبها .. فلست وحدك من تألم و لست وحدك من ترك الحب يدفعه دفعًا إلي ما لا يريد
تودُ لو تمحي هذا اليوم من ذاكرتها  و تعود ليوم لقائه
 فلا تضحك له هذه الضحكة التي أعلنت عن حربٍ دامية جديدة علي أرضها





Saturday, 12 September 2015

نون و ميم

لم يعُد هناك ما يثير دهشتي في الحياة بقدر ما تثير الحياة نفسها دهشتي و غضبي و جنوني ..

-إيه إحساس أول مرتب بقي ؟
-... عادي
-عادي ؟ مفرحتيش ؟
- ما هو تعبت ف طبيعي يكون في مرتب .. متفاجئتش .. دة مجرد مقابل مش أكتر
-.........

هل أصبحت قاسية ؟ حتي علي نفسي ؟
أنا اكثرُ من يكره القسوة .. هل إختزنتها في اللا وعيّ
أكرهُ كيف نالت منّي الدنيا و أنا لازلتُ في بداية حياتي
أكره حقيقة إنكسار قلبي عدة مرات لا بأس بها و تبلّد روحي و فزعي من الفَقد  و الخسارة حيث أننّي واجهتهُما كثيرًا
أكره حقيقة أننّي أتحركُ بأقصي سرعة و لازلتُ في مكاني تائهة

حققتُ رغبتي و سافرتُ عدة مرات خلال شهر واحد إيمانًا مني بأن ذلك سيغيّر شيئًا .. لكن لم يحدث
فقدتُ شخصيّن .. تعكّزت روحي عليّهما طويلاً .. فقدتهُما للأبد و لم أعطي لنفسي الفرصة أن أبكي فراقهما حتي

فهل أصبحت بهذه القسوة ؟
لا , لم اكن يومًا قاسية و لكن إذا إنكسرت اليوم .. فمن سوف يمد ليّ يد العون ؟. لا أحد
أنا أدركُ هذا جيدًا أن من كان بإمكانهم مداواة كسور روحي .. همّ من كسروني
و لكنني لم اتوقف دقائق حتي لإدراك حقيقة إنني إنكسرت و فقَدت و فٌقِدت
إستسلمت لتجرفني الحياة لأنشغل .. لأسبق الآلم فيكٌف عن ملاحقتي

و بدأت أفكر  أن كل ما عليّ فعله هو ان أكُف عن تقديس العلاقات بصورةٍ مبالغٍ فيها
البدائل .. موجودة .. دائمًا .. أنا فقط من يرفض أن يجد لأحبائه بدائل .. و أنا فقط من يتأذي في النهاية
النسيان نعمة لم يستثنيني منها الله كما حسبت ..

أجدُ فقط بعض الصعوبة في تصديق ما أصبحتٌ عليه
أحقًا لم أعد هشة ؟ أحقًا إستيقظتُ يوم إنهزمتُ باكرًا و إعتذرتُ عن العمل فقط لإحترام حقي علي نفسي ؟
"طوارئ" قدستُ إنكسار روحي و نعتهُ بالطوارئ
و حملتُ كل آلمي -وحدي- و إنزويتُ في أحد أركان الحياة .. إحتسيتُ القهوة .. و المرارة .. و الآلم
في هذا اليوم رأيتُ الدنيا طفلة سيئة المزاج تلوّح لي من بعيد بكل شماتةً
و فهمتٌ رسالتها .. ها قد أعطيتُك بعض الفرح لآخُذ منكِ بعض الآمان

في نفس يوم خسارتي العظمي همستُ لنفسي .. لا تنهزمي في الطريق مكاسبٌ آخري
في نفس يوم خسارتي العظمي .. حلّ بديلين .. و لكن ما لا أفهمهُ  هو أن الدنيا تدفعني دفعًا لأن أستمر في لعبة الشطرنج تلك
و أن أستمر في كتابة النهايات بيدي و بدء فصول جديدة بمنتهي السهولة
و كأن حياتي تحوّلت لفيلم إما أن أكتبٌ نهاية كل فصل بيدي و إما أن أُرغم بأمر المخرج أن انخرط في الفصل الجديد







Wednesday, 22 July 2015

ورد

غدًا سوف أرتدي فستاني الجديد الذي إشتريته بمحض الصدفة و بطريقة عشوائية
كسائر الأمور مؤخرًا و علي غير عادتي يحدث كل شئ بطريقة عشوائية تفوق إحتمالي لرغبتي المُلحة في التحكم في كل شئ و عدم ترك أي شئ يتمكن من التحكم في حياتي
سوف أرتدي فستاني لمواجهة جرح جديد إنتزع سكينتي .. و إنتزعني منّي
و سوف أضع أحمر الشفاه داكن اللون الذي تمقته أمي لأنه يجعلني أكثر "سمارًا" و انا لا أبالي ,أحبُ سماري و لوني ولا أهتم بما يريح أعينهُم بل أهتمُ بما يريحُ روحي و قلبي و كبريائي
ظننتُ أني لم أعُد أنكسر و ظننتٌ الكثير و خاب ظني
أدركتُ أن هذا العداء بيني و بين العالم سوف يستمر حتي مماتي
لن تكفُ الأمور السيئة عن الحدوث و لن تكفُ الأوجاع عن ملاحقتي أينما رحلت و لن يتغير شئ .. سوايّ
يجب أن أتعلم كيف أتقبل الآلم لا أرفضه كيف أتخلص من الآلم لا أتصدي لهُ
لن يقدم ليّ العالم الورود أو ينثر الياسمين أينما ذهبت ولن يرسل ليّ الأخيار الذين يمنحوني فرصًا ثانية
فأنا لستُ أميرة ولا أملكُ قصرًا .. ولا حتي أمير
أنا ببساطة .. ورد .. رفض أن يكون وردةً واحدة  كي لا يُستضعف
أنا ورد .. ولا يعلمُ ورد غير القلائل
يحبون الاسم كثيرًا و ينادونني به لعذوبته و رقته
ورد جميلة .. تحتوي و تتفهم و تنصت و تهتم .. ورد تنهزم أيضَا و تنكسر كثيرًا
ورد كانت وردة في الماضي .. دهسها من كان يسقيها كل يوم لتكبر و تركها تجف و إقتلعها من جذورها
و تعلمت ألا تترك الفرصة لأحد ان يقتلعها أو حتي يسقيها و تعلمت كيف تكون ورد و حديقة بآسرها
تعلمت ان الحب طاقة لا تنتهي و الشمس تشرق و الفراشات تحلقُ حولها مهما حدث
يقتربُ الجميع ليلقي نظرة علي هذا المكان الغامض المنغلق علي ذاته .. حديقة الورد
و ما إن إقترب .. سعي جاهدًا للدخول .. ورد جعلت حديقتها جنّة
و ما إن دخل و أرضي غروره و فضوله و تغذي رحيقًا و إمتص و إستنفذ كل ما في المكان
همّ راحلاً .. فلم يعد هناك ما يثير الفضول .. غير بضع ورود .. بلا رحيق ..
ورد أيضًا لديها أشواك كباقي الورود تأذيها كلمها همت بأذية غيرها حتي لو دفاعًا عن نفسها

ورد اليوم منهزمة .. ضعيفة
و غدًا سوف ترتدي فستانها ف الوردُ لا يليقُ به غير أن يكون مُتفتحًا معانقًا للحياة



Saturday, 27 June 2015

يا وريدي

إكفيني شر اللي يحبس روحي فيه
و شر عشمي ف خيرهم اللي مش ليا
و شر روحي لما تتعلق ف اللي مش ليها
إكفيني شر سحبة روحي و ضيقة نفسي اللي معرفهاش غيرك
إكفيني شر حبي لما يعميني
إكفيني شر كسرة القلب 
وشر البُعد اللي روحي مش بتتحمّلهُ
إكفيني شر اللي أنا عايزاه و مش هييجي
و شر اللي هييجي و انا مش عايزاه
إكفيني شر اللي بيهدوني 
إكفيني شر زعلي اللي أكبر من كل راحة بال دوقتها
إكفيني شر وجع القلب اللي مش بينساني
إكفيني شر الدنيا لما تلهيني
إكفيني شر وحدتي اللي انا إخترتها
و شر القسوة اللي من بعد حنية
و شر الحنية لما تيجي عليا
إكفيني شر عيني لما تفضح زعلي
و شر عينهم لما تفضح كرههم
إكفيني شر الدنيا اللي مش بقبلها
و شر الشر اللي ف الدنيا
إكفيني شر شيطاني 
و شر الخوف اللي كتير بيعميني
إكفيني شر ساعة الغفلة
و شر الصدفة اللي حلفالي لسنين قدام
إكفيني شر بُعدها عنّي 
و شر زعلها منّي
و إكفيني شر الحزن اللي جالي لابس توب الفرح
و شر الفرح اللي مش ليا وقلبي هواه
إكفيني شره .. اللي مشوفتش منه غير الشر
إكفيني شر عقلي اللي مش بينام
و شر قلبي اللي مش بيطاوع
إكفيني شر الحزن علي الي مش مستاهل
و شر الزهد ف اللي مش بييجي بالساهل
إكفيني شر الأيام اللي عاندتك فيها
و قولتلي لا و قولتلك عايزة
إكفيني شر الذنب اللي واقف بيني و بينك
و شر اللي عاملين عارفينك
إكفيني شر نظرة غضب منك
و شر ساعة سهو عنك
و شر نهار غيّم عشان أنت مش راضي
و شر اللي أنا عايزاه و انت مش عايزه
و شر اللي انا لقيته و أنت مش كاتبهولي
إكفيني شر الضحكة لما تبهت
و شر روحي اللي مش عايزة تعيش ع الأرض
و شر الأرض اللي مش عايزاني أعيش فيها
إكفيني شر اللي ياخد من عمري سنين
و شر السنين اللي رايحة من عمري
إكفيني شر اللي مش فاهماه
و شر كل اللي فهمته و كان أكتر من طاقتي
إكفيني شر طاقتي اللي بتروح هدر
إكفيني شر الكلام اللي إتكتم جوايا
و إكفيني شر االلي جوايا ميعرفوش غيرك
إكفيني عنهم بيك
إكفيني عنهم بيك
إكفيني عنهم بيك

"ونحنُ أقربُ إليه من حبلِ الوريد"




Wednesday, 17 June 2015

من بحر لبحر

و هتفضل تهرب طول عمرك من بحر لبحر
و تخاف تنهي الجملة بنقطة و تسيب السطر
و هتفضل خايف من بكرة
و هتفضل باقي علي الذكري
و هتنسي الساعة اللي فإيدك
و إزازتك تلغي ف مواعيدك
و كأنك جاي عشان تنسي
و كانك تايه بالفطرة
و مفيش ف دماغك غير فكرة
و مفيش ف عيونك غير "هيّ"
"هيّ" دي ممكن تبقي التوهة
أو تبقي الضحكة اللي انت سارقها
أو تبقي عيونها اللي أنت ناسيها
"هيّ" دي ممكن تبقي الدنيا
اللي انت حاضنها و ماسك فيها
و هتيجي الدنيا عليك تاني
و تبص ف ساعتك تلاقيها ..من غير ولا عقرب
و هتفضل واقف تناديها
و هتفضل دايمًا متغرّب
ما هي كانت حضن و كانت بيت
بس انت باينك حالف ما يتكمل اسمها غير ب ياريت
حنيت؟ ما هم بيقولوا دوّارة
و هتفضل تايه فيها كدة و مش لاقي البرّ
و هتفضل محبوس طول عمرك بتقول انا حر
و علشان تتصدق ف بتهرب من بحر لبحر
و هتفضل عايش بسذاجة
و هيفضل قلبك تلاجة
و هتفضل تايه من غيرها
و هتفضل شايفاك ولا حاجة

Monday, 1 June 2015

الهاوية

الي الواقفون علي حافة الهاوية .. المهددون دائمًا بالسقوطِ و في أي لحظة
لا تجدهم أبدًا في المُنتصف..يختارون دائما أقصي أقاصي كل شئ
تجدهُم بجوار النوافذ يتطلعون الي الهاوية المُقبلة..
يحتسون القهوة حتي آخر رشفة .. أو ينشغلوا عنها حتي تفقد لذتها
يؤجلون كل الأمور أكبرها و أصغرها حتي آخر دقيقة
دائمًا ما ينتهون قبل قبل وقت النهاية بثوانٍ لا تُذكر
يجازفون بكل ما لديهم و كل ما ليس لديهم
دائمًا خيارهُم الأخيّر هو المجازفة .. الهاوية

يرقصون حتي الثمالة أو يتعبّدون حتي التطّهر من الثمالة
ينتصر الچين الصوفيّ فيزهدون أحيانًا في كل شئ.. 
و احيان آخري يريدون كل شئ بمعني كل شئ
غير مُبالين بكل ما يدور حولهم ولا حتي أنفُسهم ..
و إذا إهتموا لا تفوتهم تلك الثغرات التي لا يُدركها سوي مخرج مخضرم
ضحكاتهُم تدويّ عاليًا اذا ضحكوا يستحضرون بهجة الكون
و اذا تألموا حزِنوا كأُمٍ ثكلي و قلبٍ مكلوم ولو علي أتفه الأمور
يحرقون أنفسهم يجلدون ذاتهم يتخبطون بين كل شئ و نقيضه
لكن لا يختاروا الوسط أبدًا .. ليسوا في المنتصف مهما حدث

من إختاروا الإبتعاد عن دائرة الأمان.. و جدوها مملة رتيبة
هم من إختاروا الترنُح عند حافة الهاوية
إختاروا الموت مُحلقين بأثقالهم بدلاً من الموت مُثقلين بأوجاعهم
المرء خُلِق هلوعًا لا يشعرُ بالحياة إلا و هو علي الحافة
و لذلك إختاروا الحياة ..











Thursday, 28 May 2015

"صفر"

مفيش ولا حد خلاني رقم  واحد
مفيش ولا مرة كنت أنا الأصلح
بعيد يجرح قريب يجرح .. و أوقول عدّي هتتصلح
مفيش ولا مرة كمِّل دوري علي المسرح

دايمًا دوري متاخد ..و دايمًا لازم اتعاند
و أحارب عشان أفضل عشان اتبقي للآخر
دايمًا أنا الشاهدة .. انا الساندة مع إني ف الأصل مش مسنودة
دايمًا بكون موجودة .. و كتير بكون موعودة بكل اللي مش هييجي
دايمًا ف نص الطريق بتساب و أعافر أكمل طريق غيري
دايمًا مفيش أسباب  غير إن ببساطة عمر ما حد خلاني رقم واحد

مع إني بستجدع و بستحمل .. و شيّالة و انا أصلاً للوحدة ميّالة
لكن دايمًا فضول الخلق بيجيبهم و بيسيبهم..
لحد ما يعرفوا إنّي .. انا و سنّي ..بُعاد عن بعض
و لحد ما يعرفوا إنّي مفيش ولا حد خلانّي رقم واحد
فيزوّدوا الآلم واحد..إيه يعني مجاتش من واحد

و برغم غباوتهم و برغم قساوتهم لكنّي مش بخلص
يمكن كتير ينقص .. من ضحكتي شوية .. و يقولوا مش هي
لكنّي برجع أقوم ..باين كدة اتعودت أو غصب عنّي زهدت
ف إني مرة أكون و لو صدفة رقم واحد








Saturday, 2 May 2015

إليكَ أيها العالم..

صباح الخير يا عالم ,
أعلم أنك لم تهتم بتعاستي و ضعفي يومًا ما
و لم توقف عقارب ساعاتك التائهة في تلك الحلقة المُفرغة
ربما كما قالت ريحانة, لم تحبنا
و لكن اليوم انا مهتمة أن أخبرك بأنني قد عدتُ إليّ
و بأنني إنتشلتُ نفسي من ساحة المعركة غير آبهه بالإنتصار أو الهزيمة
لأن هذه هي خدعتك الكبري , في ساحتك الكبيرة أيها العالم ما من منتصرِ حقيقي
الكل خاسر الكل ضعيف الكل مُستبعد و المُنتصر الحق هو من يفر بأقل الخسائر
و لكن ما من أحد يدرك هذه الحقيقة إلا بعد فوات الأوان
بعد أن يجد نفسه بمفرده في ساحة الحرب الخادعة و قد خسر كل شئ
هكذا وجدتُ نفسي, بلا شئ وبلا حتي القدرة علي الرحيل
كلما هممتُ يالوقوف سقطت كلما هممتُ بالسقوطِ ضعت
إختبئتُ طويلاً في أحد أركان الحياة خوفًا من الهزيمة التي كانت قد إلتهمتني بدون علمي
الهزيمة التي تنالُ من الجميع عاجلاً أم آجلاً وفي أبهي صور الإنتصار
اليوم تزودتُ بسلاح الإدراك , لطالما كنت محاربة و تعددت أسلحتي
اليوم لا أكرهُك أيها العالم و لكنك لم تعُد عدوي الأول
اليوم لا أكرهك لانك بنيّت جسرًا بيني و بين الله
كانت صفعاتُك تلقي بيّ بين يدي الله حتي أحبني
حتي أصبح ملاذي الأول و الأخير و الصديق الحق

بكيتُ أمس فقط أمس لأول مرة منذ أشهر
كم هو مريح الشعور بالضعف ؟ مريح جدًا أن يشعر الإنسان بالضآلة
أن يشعر انه أقل من أن يحرك شيئًا في هذا العالم ولا حتي كوب ماء
وهذه هي الحقيقة , نحن لا نملُك الوقت لا نملُك الحرب لا نملك حتي انفسنا ولا نملك شيئًا
و إدراكنا أن العالم يسلبنا حقنا في البكاء مع اولي خطواتنا
و حقنا في أي شئٍ نخطو إليه هو بداية موّفقة







"و إستباحوا سلب كوّني من يدايّ"

Friday, 20 March 2015

غمازةٌ سمراء

أُشهِدُكَ يا حلمي أني أحاول
أُشهِدُكَ يا حلمي أني أثابر

أشهِدُكَ أن لي شمسان , واحدة تضئ الكوّن و أخري تضئ روحي
أشهِدُكَ أن لي قمران أحدهم ينير الكوّن و الآخر ينير دربي
أُشهِدُكَ أنك وُلِدت يوم ولدتني
يوم كانت اول ما رأت عيناي و لمست يداي
يوم تحملت بكائي رضيعةً و طفلةً و مراهقةً و أنثي جُرِحَت
يوم إستيقظت لأنام و تألمت لأرتاح

أهدتني سعادتها عبر الأيام و السنين
أهدتني بريق عينيها وليل شعرها منسدلاً علي كتفاي
أهدتني و لم تشاركني في شئ
تخلت عن أي شئ تدريجيًا ليصبح معي كل شئ

أشهِدُك يا حلمي أن حتى حروفي تلك أهدتني إياها
كتَبت شعرًا ف كتبتُها شعرًا
باتت املاً ف أيقظتُها حلمًا
طفلةٌ هشة أنجبت طفلةٌ هشة
قلبٌ ورديّ و غمازةٌ سمراء

و أنت يا حلمي خير من يعلم أنها حلمي
خير من يعلم أنني احملُ قلبها في قلبي
و حزنها صديق سعادتي
و حلمها .. أما عن حلمها .. فهو أنت يا حلمي

فلا تخذلني إنك كل ما أملك لأهديها إياه
فلا تتركني أسقط لأنني لن أنهكها في الإنحناء مجددًا
لن أكون عبئًا مرةً آخري علي قلبها الذي حملني و تحملني
حان دوري لأهديها أنا كل ما اهدتني إياه

ف يا وطني الأخضر يا حضني الوحيد
يا جنتي و صوت عقلي
يا دعوةً لا ترد و حنانًا لا يحصي أو يعد
أحبُكِ .. أحبُكِ يا " غادةُ زانها من الغصنِ قدٌ
و من الظَّبي مُقلتان و جيدُ
و زهاها من فرعها و من الخدين
ذاك السواد و التوريدُ
فهي بردٌ بخدِها و سلامٌ
وهي للعاشقين جهدٌ جهيدُ"



Friday, 13 March 2015

أريد امي

أشعر و كأن نصفًا بداخلي قد إعتاد التعاسة
و أصبحت جزئًا منه و النصف الآخر الذي غالبًا ما يطغي عليّ
هو نصف عشوائي  هوائي ضاحك ساخر غير مبالٍ
نصفان لا يكملان بعضهم البعض
ولا يشكلان إنسانًا سويًا يعيش و يتعايش
أفتقدُ الجزء الطموح العنيد الذي يرتب أهدافه
فأنا الآن لا أستطيع حتي ترتيب غرفتي
لا اعلم ما الذي أصاب عقلي و قلبي
و لكن أعلم أنني أرغبُ في إستعادة جزءًا منّي كان مليئًا بالطموح
لا أعلمُ أين أو متي فقدته و لكن الآن إفتقدته

كثيرًا ما أشعر و كأنني انتظر شيئًا لتتغير حياتي بأكملها
ربما فرصة عمل تجعلني أكتشف ذاتي !
أو ربما رواية تجعلني أجد ما ضاع منّي بين سطورها!
أو ربما صديقًا يعتذر عن غيابه عني طوال تلك السنوات

 لا أريد ان أكبر ولا أن انضج ,فمواجهة العالم بمفردي فكرة ترعبني
أتشبثُ بسنين عمري تلك
أتشبثُ بأمي كثيرًا لأنني أشعر بكل شئٍ يتغير من حولي
ولا أريد سوي وجودها بجانبي في كل شئ , معها أشعر بالامان معها فقط
و مؤخرًا أصبحتُ أفتقد شعور الأمان هذا
منذ أن إستيقظتُ يومًا لأجد أن هذا العالم أكبر منيّ بكثير ولا يتسع لقلبي

أقضي طوال اليوم منتظرةً عودتي للمنزل لأخبرها بتفاصيل يومي الهامة و التافهة
ألتقط الصور لتشاركني تلك اللحظات ثم أقوم بحذفها
أشعر و كأنني أريد  لمستها ان تبارك كل شئ في حياتي
و كل خطوة صائبةٌ كانت أو خاطئة
أحيانًا عندما اكون بالخارج مع أصدقائي أشعر فجأةً بعدم الراحة و بأنني أريد العودة إلي أمي
أشعر أنني "أريد أمي " كطفلة في الثالثة من عمرها

ربما لأنها هي الوحيدة التي لم تجرحني قط
هي الوحيدة التي لم تنبذني قط
هي الوحيدة التي تعلم من أكون أكثر منّي
لا أخاف لأنها معي و بدونها أشعر كأنني اترنح بين الكواكب و المجرات
هل هذا منطقي ؟ لطفلةٍ ناضجة مثلي ان تشعر بالهلع بدون أمها

ما من شئٍ منطقي ولا عقلاني في حياتي
هكذا إعتدتُ أن اكون و أعيش

"ربنا يديمك عليا نعمة "

Sunday, 8 March 2015

صندوق الكراكيب

كان لازم أفكر و أقرر أنا هعمل إيه بالترتيب
واحد أنا هنسي .. أنا هنسي عشان التفكير عيب
اتنين مش هستأذن من قلبي علشان قلبي فاهمني بشكل غريب
و تلاتة دة رقم انا مبحبوش ف هسيبه ف صندوق الكراكيب
أربعة مش هغيب .. و لو إضطريت ف هحاول أسيب .. حاجة تطمن
خمسة انا هطمن ..و هلاقي البر 
ستة مش هقول انا حرّ.. علشان لو حر مكنتش أحس بحمل مريب
سبعة لازم أبدأ .. علشان سبعة و عشرة هكون مليت
 و تمانية هحاول مغضبش علشان ياما إستنيت
تسعة انا حنيت علشان حسيت إني لوحدي
عشرة هعدي .. و هنسي إني إتهديت
كان لازم أفضي صندوق الكراكيب
كان لازم أبطل أٌقول كان 
كان لازم أبطل اخاف و أسيب
حتي علشان يفضي مكان
هبدأ م الأول .. واحد مهما وقعت هحاول أشِد 
إتنين .عارف هتعب م العَد ف خلاص مش هعِد

Friday, 27 February 2015

ف سلامٌ علي قلبي


كطفلةٍ صغيرة تحبو خارج دُنياك .. تحبو خارج حبك
أتعثرُ في الطريق و في الناس و كأنني لم أري الدنيا من قبل غير بعينيك
و كأنني طفلةً تبلغُ من العُمرِ بضع سنين بدون امها
أشعرٌ و كأنني بلا احد أهم عناصر الأمان بحياتي

أشعرُ و كأنني تائهة بدونك ..لا زلتُ أتوه بالفعل في الطرقات
وأوشك أن اتصل بك كما إعتدت فأتذكر ..
لازلتُ أفكرُ احيانًا هل سيزعجك ما سأفعل لو علمتهُ فأتذكر ..
لا زلتُ أذهب إلي نفس الأماكن فأتذكر و أري كل مكانٍ
سقط فيه و عدٍا من وعودك
و كلُ مكانٍ سقطت فيه قُبلةً من قُبُلاتِك من فوق جَبيني .. فأتذكر
لازلتُ اتذكر كل شئ و كأن الله حرمني نعمة النسيان

الجميعُ يجرحني .. مثلُك تمامًا لكنني لا أطيقُ حتي ان يجرحني غيرك
كلما حاولتٌ  الفرار منك عبر أحد الأبواب المفتوحة  أجدني فررتُ إليك

أعلمٌ انك قليلاً ما تتذكرني .. قليلاً جدًا فأنت لا تتذكر نفسك حتي
و اعلمُ أنك لن تعود لأنك كالعادة ضللت الطريق
و لكن هذة المرة لن آخذ بيدك , لأنني ضللتُ الطريق إليك أيضًا مثلك تمامًا

كنتُ أظنها دراما مبالغٌ فيها في الأفلام ان يتمني أحدهم السعادة للآخر بعيدًا عنه
و لكن ها انا ذا لا أريد لك غير ان تكون سعيدًا حتي ولو لم نلتقي مجددًا
و كم اتمني ألا نلتقي .. حتي لا تؤلمني ضحكتي التي سرقتها منّي منذ سنين
و لم أحاول إستردادها ,فهي تليقُ بك منذ أن أصبحنا نشبهُ بعضنا كثيرًا
كان هذا أغلي ما ملكت و أغلي ما اهديتُك و أنكرتهُ أنت

فهنيئًا لك ضحكتي و هنيئًا لك سعادتي و سلامٌ علي قلبي الذي لن يعود