Thursday, 4 August 2016

إعتذار

إلي من يهمه الأمر \ أعتذر ..
أعتذر جدًا عن عبوثي في وجهك في الصباح الباكر , معاناتي مع النوم ليست مبررًا
أعتذر إن لم ألقاك بنفس الحماس الذي إعتدت عليه منّي
أعتذر لو كنت سببًا في أن يكون يومك أسوأ بل و أعتذر إن لم أتمكن من تخفيف ثِقّل الأيام
أعتذر عن أننّي لستُ دائمًا خيرُ الملاذ .. أعتذرُ عن تقصير
و عن صمتي يوم إنتظرت منّي الكلام.. و عن نصيحةٍ لم تجد نفعًا
أعتذرُ عن إنسحابي .. و عن إنسحابي المفاجئ .. تنفذُ طاقتي فلا أقوي سوي علي الاستكانة بعيدًا
أعتذر لو لم أترك أثرًا طيبًا و أعتذر لو لم أتمكن من أكون لك "شيئًا" أعتذر
أعتذر عن جرحٍ بقصد أو بغير قصد و عن عدم مداواتي لما تسببّت .. و عن عدم مداواتي لما تسببّ فيه الآخرون
أعتذر عن جدالي المطوّل بدلاً من أن أربط علي كتفيّك
أعتذرُ عن كل حضورٍ باهت أو كل حضورٍ لم يكنّ صادقًا كفاية
أعتذرُ عن يومٍ سمعتُ فيه بدون إنصات و شرَد ذهنّي
أعتذرُ إن لم أشاركك فرحك كما يجب بسبب حزني
و إن لم أقاسمك حزنك بسبب إنشغالي بفرحي
أعتذرُ عن أيامًا لم أكن لك نورًا بسبب ظلمة ما بداخلي
و عن أيامًا إبتعدتُ فيها كي لا يمسُكَ بُهتان روحي
أعتذرُ عن تلك الأيام التي إستفضتُ فيها واصفةً قبح العالم من حولي و لم أتمكن من جعله أجمل
أعتذر عن كل سؤ و كل مرّ .. أعتذر لأننّي -مؤكدًا- خذلتُك يومًا ما
و كوّني أُخذَل كل يوم لن يكون أداةً للدفاع عن النفس بل فقط طلبًا للإلتماس العذر
ف لو لم أكن صادقةً في كل ما مضي ف أنا اليوم صادقةً في إعتذاري كل الصدق
لطالما شعرتُ أن هذا العالم -دائمًا- مدين ليّ بالإعتذار
إلي أن شعرتُ أننّي أيضًا وجب عليّ أن أعتذر .. أعتذر عن رضوخي أمام قبحهُ
و ضعفي أمام سطوته و إستسلامي  لجبروته
و لذلك أنا اليوم أعتذر .. عن بعض الذي تسلل الي روحي من قبح هذا العالم و ظهر لكم 

Monday, 20 June 2016

في قلبي يا أمي

سامحيني يا أمي ,
أنا لا أعبثُ في وجهك بل في وجه العالم
أستردُ روحي من بين مخالب اليأس و تعلمين كم هذا مُهلك .. إسترداد الروح
حاربتُ كثيرًا حتي لا أقع في حبه و أحارب كثيرًا الآن لأفلت منه
حاربتُ كثيرًا لأجله و اليوم أحاربهُ .. شعورٌ هادم يا أمي
و إبنتُكِ هشة فأنتِ خير من يعلمَ هذا
أكونُ صلبة أيام و أتعهدُ و أقسم ثم أنتكس بحنيني إليه
أفتقده كثيرًا يا أمي و أخجل من أن اخبرك بهذا
أفتقده حيثما تركني حتي بدون توديعي
كان صديقًا و حبيبًا و فرحًا و إستوطن قلبي
الوحشة التي أشعرها من بعده لا توصف ..
لم انطفئ فقط يا امي .. بل إنطفئ كل شئ في عيني
صفعني بأكثر ما يؤلمني في الحياة "الفقد و البُعد" صفعني بأكثر ما يخافهُ هو
أحاربُ نفسي و يوبخني كبريائي كلما سقطتُ من جديد
أحارب الأيام لكي تمضي و أحارب الوقت لأكون أذكي منه كما طلبتي مني
أحارب لأستعيد نفسي و انا سئمتُ يا امي شعور الحرب هذا
حتي حبهُ كان حربًا .. أترين كم أصبحتُ مُستنفذه؟
لماذا يكرهني العالم هكذا يا أمي .. يرغمونني علي العبوث
و أنا أكثر ما احب هو الضحك .. الجميعُ يحبُ ضحكتي
لماذا يسلبني العالم أحلي ما املُك؟ ضحكتي
و يسلبني اكثر ما أريد ؟ السلام
سامحيني يا امي و لكن الانسان يغضب من ألمٍ يلازم رأسه بضع ساعات
و انا قلبي مُنكسر ليس فقط متألم .. أواجه الدنيا بضحكة زائفة ولا يكفُ هو عن النزيف
أبكي حنيني إليه و أبكي قسوته و أبكي إنهزامي
أبكي كبريائي الذي يأبي ان يعترف انه كان كل الحياة و الفرحة المُنتظرة
ماذا انتظر الآن؟ لا أجد نقطة النور يا أمي التي طالما أشارنا إليها سويًا
لا أجدُ سوي الظلام القاتم ..سأتعافي يا أمي لا تقلقي
و إن لم اجد نورًا فانتِ نوري و إن سُلِبتُ السلام فأنتِ سلامي
ستنتهي تلك الحرب لصالحي كباقي الحروب أعلم
و لكنها الأثقل و الأصعب
لأنها جائتني سلامًا و جبرًا من الله .. هذا ما ظننتُه
جائتني نعمة أدعو دوامها يومًا تلوَ الآخر
جائني الآلم في أبهي صور الفرح يا أمي
أفضل موّضعٍ للسكين حيث يريد المرء أن يضرب
و هو في قلبي .. في قلبي يا أمي



Saturday, 18 June 2016

ملَك

الي كل الذين أطفئوني سلامًا طيبًا و وردة
نعم طيبًا .. أعيّ ما أقوله
لأنّني أسنعيد روحي كما كنت أستعيد ما تسرقون منّي

كانت هذه آخر تغريدة لها
تستعيد نفسها بسهولة و يُسر
ف كيف لمنبع بهجة الآخرين أن يفني
تستعيدُ نفسها لأنها أبسط مما يتخيلون
و أصغر مما يظنون و أحنّ من كل تظهر

"-الهوا .. و البحر .. و العجل و الخيل ..
-الحرية يعني ؟
-نقدر نقول كدة .. بس الانسان مش حر .. ف بيسرق لحظة حرية من الدنيا بالحاجات دي
-و ايه كمان؟
-السفر .. الناس الطيبة .. اللمة الحلوة .. الحنة و شارع المعز ..الغُنا و الرقص .. السينيما و الأفلام و الملاهي  .. النيل و الخواتم الكتير و الكلاب و ..
-هي دي الحاجات اللي بجد بتبسطك ؟
-آه .."
هكذا تضحك .. هكذا تصبحُ في عيونهم ملوّنة و جذابة .. تلقائية و بسيطة
عفوية تلوّن حياتهم .. يأخذون من طاقتها و ضحكتها يستمدون منها ما لا يستطيعون إليه سبيلاً
و ينسحبوا ولكن سرعان ما ينفذ كل ما اخذوه .. لأنه ليس لهم

"-ملك إحنا ممكن نتكلم
-نتكلم ف ايه ؟
-بصي أنا عايزك تعرفي ان الفترة اللي فاتت انا ..
-مش عايزة اعرف .. و الفترة اللي فاتت دي كأنّي معشتهاش
-يعني خلاص ؟
-خلاص يا هادي, بس خلاص بتاعتي غير خلاص بتاعتك
-يعني ايه ؟
-يعني خلاص .. خلاص من ساعة ما قررت تنسحب بهدؤ و كأنه قرارك لوحدك .. مش من حقك ترجع دلوقتي عشان أنا جزء من القرارات اللي بتاخدها دي .. أنا اللي اتسابت فجأة من غير ما أعرف غلطت ف ايه .. أنا اللي كنت دايمًا ف ضهرك و معاك بديك من روحي حرفيًا عشان وجعك كان هو وجعي و ضحكتك كانت فرحتي ..أنا إديتك كل حاجة يا هادي و عمره ما كان كفاية .. عمر ما اللي إديتهولك خلاني أكون من أولويات حياتك .. أنت إزاي اناني كدة ؟ لما عرفتك كنت كئيب و مضلم و مش حاسس بالدنيا إديتك من طاقتي و من نوري مع إني مؤمنة إن نور روحي دة خط احمر بس كنت بحارب عشان عايزاك تبقي كويس حتي لو السبب ف ضعفك بنت تانية .. مكانش هاممني .. وريتك الشمس اللي مكنتش شايفها .. جريت معاك و ضحكت و لعبت و طيرت و مسكت ايديك جامد عشان أقولك اني معاك و مش هسيبك طمنت خوفك ف وقت ما كنت مرعوبة فرحتك قد ما قدرت وفرت كل ذرة إهتمام جوايا ليك لوحدك مكنتش بنام أيام عشان أفضل جنبك و متحسش لحظة إنك لوحدك كنت حاسة بكل حاجة وجعاك من غير ما تنطق و كنت دايمًا بضحك ف وشك رغم تعبي .. كل الناس تعبانة علي فكرة يا هادي مش انت لوحدك و كل الناس مكسورة مش أنت لوحدك بس انت لقيت حد يمدلك ايديه و هو مكسور .. يا بختك .. أنا بقي كل ما أتكسر الناس تكسرني أكتر و اداوي نفسي بنفسي و أقوم أقف علي رجلي تاني و أرجّع ضحكتي و طاقتي .. زي ما بعمل دلوقتي بالظبط كدة .. بس الفرق أن أي حد وجعني قبلك كان وحش .. لكن انت .. أنا كنت شايفاك حلو اوي يا هادي .. كنت و انا بصلي بحمد ربنا و بقول عنك "العَوض الخير" مكنتش أعرف إنك هتبقي أناني للدرجة اللي تكسرني كدة كنت متعلقة بيك عشان انت حنين و كنت بحسك ضهري و انا ولا عمري شوفت حنية و لا كان ليا ضهر
حاربت كتير عشانك عشان أرضيك و عشان اكون زي مانتا عايز و دي كانت أكبر غلطة حاربت عشان أريحك و أشوفك مبسوط و أنا تعبت بقي مش هعيش عمري بحارب عشان الناس مش هعيش بحارب .. نفسي مرة حد يحارب عشاني
 .. عارف مش مشكلة يا هادي .. كل اللي بقوله دة مش مهم انت عمرك حتي ما هتفهمه
-ملك أنا آسف
-آسف .. تلات حروف ملهمش معني "

و تطيبُ الحياة لمن لا يبالي ..

Sunday, 29 May 2016

ربّك للمنكسرين جابر

و قد يظلمُك أحدهم لمجرد أنه أعاد إليك أملك في الحياة
لأنه لن يستطيع أن يبرهن لك كل يوم علي وجود هذا الأمل
قد يظلمك أحدهم إذ جائك كسترة نجاة فتكون في أشد حاجتك ان تلقي بأحمالك عليه .. فلا يحتمل
قد يظلمُك إذا أمسك بيديك راجيًا ألا تفلتهُ فوجدت قبضتك تشتدت خوفًا من أن تُفلَت انت
و قد يظلمُك إذا أخرس لسانه و انطقتهُ عيناه و و إكتفيت أنت بالقليل
و تُظلَم عندما تُترك في منتصف الدرب الذي إصطحبوك إليه لتعود أدراجك وحيدًا
و تُظلَم عندما تعود وحيدًا من جديد .. و تعودُ "نحن" لتصبح " أنا" مرةً أخري
و قد يظلمك أحدهم إذ أشعل بداخلك كل ما أخمدهُ الخذلان .. فيتركك لتتآكلك تلك النيران بالكامل
قد يظلمك أحدهم إذا كان هو مظلومًا و يجرحك لأنه مجروحًا
قد يفُطَر قلبك إذا  أدركت أن ما ظننتهُ جبرًا لخاطرك المكسور .. كسرك
فتجدُ نفسك الناجيّ الغارق .. تستجيرُ من أيامٍ سعَدت بها لتشقي في المقابل من جديد
ولا يكفُ قلبك عن التساؤل , أيعقل ان اكون سئ الحظ لهذه الدرجة ؟
أم اننّي مرضت و لا أستطيع التخلص من دور المظلوم هذا ؟
أم أنهم حقًا لا يكفون عن ظلمي ؟ أيمكنُ أن اكون انا الآخر ظالمًا ؟
و تنتظر ردًا .. و تنتظر .. و تنتظر ..
فتواسي نفسك بين خلسات البكاء و الضحك هامسًا "ربك للمنكسرين جابر" لتتجاوز الأيام


Friday, 27 May 2016

"ولا تهنّوا ولا تحزنّوا"

"أنا لا أستطيع تجاوز هذه الأيام و أرجو لو أنها و لمرةٍ واحدة تبذل جهدها و تتجاوزني "
لا يستطيع قلبي تحمل كل هذا الكم من الخذلان
لا أستطيع المضي قدمًا بكل ما يُثقلني من آلم
لا أستطيع ان أتحمل مرارة الأيام تلك ولا يستطيع احد أن يتحملني سوي أمي
إنطفأتُ يا الله .. نعم مجددًا إنطفأتُ و أشعر و كأن الحزن سوف يقتلني
سوف أكونُ كافرةً آنذاك لإستسلامي لقبضة الحزن تلك ؟
"ولا تهنّوا ولا تحزنّوا" ..
أعلم و لكنك تشهد أننّي حاولتُ بكل ما أوتيت من قوة .. فررتُ من الحزن إلي الحزن و فررتُ من الحزن إليك
وحدك تعلم كم أتألم يا الله .. و يستثقلون منّي كلمة " الحرب" أيوجد ما هو أقل قسوة ؟
إن لم تكن حربًا فماذا ؟
أن أكون وحيدة ولا أملك سوي أمي أن أكون هشة لدرجة تمزق قلب أمي أن اخافُ العيش بدون أمي
أن أواجه العالم بمفردي بكل تلك الندوب التي لا يعلمُ عنها سواك يا الله
أن أسقط أرضًا مرارًا و تكرارًا و أنهضُ بعد ألف محاولة لأسقط من جديد
ألن ترضي عنّي يا الله ؟ ألن تكُف عني عبادك الضالين ؟ الذين لايخافوك فينا ولا يرحمون ؟
ألستُ امةً صالحة ؟ أهناك ذنب يحول بيني و بين رضاك ؟ أظلمتُ نفسًا بغير حق ؟
لماذا يمزقوننّي هكذا إذًا ؟ لماذا يسرقون ما يحلو لهم من ضحكاتي و إشراقة نفسي و يرحلون؟

أعلمُ أنّك أكبر من حزني هذا يا الله و أنك تراني و تسمعني و تعلمُ كيف أشعر
ضمّد جراحي يا الله إربطّ علي قلبي إنفخ في روحي شيئًا من سكينتك
لا تتركني يا الله سوف يقتلني الحزن أقسم
أنا أخرج من حولي إلي حولك و من ضعفي الي قوتك و أشكو لك  قلة حيلتي و هواني علي الناس
أشكو لك سقم  قلبي و ذبول روحي و أشهدك ثم أشهدك ثم أشهدك يا من تجبر المنكسرين أننّي لن أسامح
و سوف أهمس في كل لحظة انك أنت حسبي و وكيلي لتهتز سمواتك السبع مجيبًا
"وعزتي و جلالي لأنصرنك ولو بعد حين "

Thursday, 7 April 2016

محلوّة كدة ليه؟

مكان خشبي هادئ تمامًا كما تحب .. درجة حرارة معتدلة ..
 edith piaf يتبعها صوت adele الحازم
و جزء من الشمس متعامد علي النيل مغازلاً عيناها
و كأن المشهد يتوّسل أن تجسّده علي الأوراق .. وها هي ذا
جلس أمامها منتشيًا بأغنية
 "Rien de rien " متمايلاً
و هي تتأمله و تضحك .. كطفل صغير لا تقاوم براءته
شعرت بعدم إرتياحه حتي أقرّ هو انه يُريد الجلوس بجانبها .. أصبحت بارعة في قراءتُه
كانت دائمًا تجعل مسافة لا بأس بها بينهما خجلاً منها و لكن هذه المرة .. كلاهما إقترب
ألّح عليها كثيرًا لتبدأ في إختيار ما سوف تاكلُه و لكن رفضت بالطبع مُسلمةً لذوّقه الرفيع في الطعام
أخفت عنهُ أنها في تلك اللحظة لا تريد أن تأكل سوي "الشوكولاتة" الكثير منها و كفي
فلابد لتلك السعادة أن تكتمل بالشوكولاتة كانت هذه أول مرة تحتاج الي شوكولاتة تمامًا كالمدمنين
-cordon bleu ?
-ماشي
-مكرونة red sauce
-لا white
-red ??
-لاءه .. White
-هتشربي حاجة ؟
-لا
-و اتنين بيبسي لو سمحت
يضرب بكلامها عرض الحائط .. رمقتهُ بنظرة تعالي توّحي بقرب نفاذ صبرها من تسلطهُ
مع أنها بداخلها تعلم جيدًا انه .. وحده دونًا عن الجميع يمتلك رصيدًا كبيرً من صبرها
لقد إجتاز كثير من الإختبارات بجدارة .. و الأهم من أي شئ و كل شئ انه لم يخذلها قطّ
إستفزّ شيطانها بسلاسة مروره بين جميع إختباراتها فهذا يعني بدء إنتصار الجزء الملائكي داخلها تجاهه
هذا يعني بدء إنتهاء الحرب لصالحه .. إنها تنهزم .. و صدقًا تتمني من كل قلبها تلك المرة الإنهزام علي يديه
إتسعت المسافات بين أصابعها لتكتمل بأصابعهُ .. إمتلكت العالم بآسره عندما ضمّ يدها بيديّه الاثنتين
أنصتت لحديثهُ الصامت جيدًا و سمعت بقلبها أكثر من الكلمة التني تنتظرها منذ وقتٍ طويل
أعفتهُ من البوّح بما تنتظره و من تقلب مزاجها لصمته .. فمنذ تلك اللحظة لم يعد صامتًا
فلقد وعدها بالكثير بدون كلمةٍ واحدة .. لاذت بدفئهُ و ظفرت بحنانهُ
أعاد إليها شيئًا من سكينتها هي التي تثور و تهدأ في الدقيقة عشرات المرات
أعادها طفلة ضاحكة لا يهمها من ثِقل الكون شئ
اعاد إليها كل ما سُلِب منها دفعةً واحدة .. اعاد إليها نبضها

"انتِ محلوّة كدة ليه"
الجملة التي ترددت علي مسامِعها كثيرًا مؤخرًا
و كل مرة تكون إجابتها إبتسامة خجل مختبئ خلفها إسمه
أصبحت عينيها لامعتان اكثر من المعتاد و إتسعت ضحكتها لتساع الكون بأكمله
للحب مفعول سحري حقًا

عوّضها حنانًا عن كل ما عاشته من قسوة
و أمانًا حل مكان خوفها و فزعها
حال بينها و بين كل ما عاشته من حزن

"الراجل الحنين رزق و لو ينفع اختار رزقي من الدنيا فأنا إختارته خلاص"

"و اللي خسرته ف الف دور يديهولي ف ضمّة واحدة"






Thursday, 17 March 2016

لن أستخير الله فيك

جئتني في منتصف يأسي ضاحكًا.. أدركتُ لاحقًا انها كانت ضحكة يأسٍ أيضًا
و بسرعة إحتللت كل أخضرٍ و يابس أمامك .. و أنا صدقًا لم أقاوم
أصبحتُ أري نفسي أقل قبحًا معك ..  وأستشعرُ علي الأرض -جهنمي الأولي- بعضُ من نسمات الجنة
في كل مرةٍ كنت تُخبرني انني جميلة كانت تُضئ نجمة في سمائي قد انطفئت من قبل
و تهبطُ  لتجد مُستقر لها في قلبي .. فتضئ روحًا أنهكتها الأيام
و في كل مرةٍ كنتُ أراك ليّ أملاً أستشعرُ يأسك أكثر فأكثر
كلانا يخافُ الكثير ..كلانا يخافُ الفقد و البُعد و يفتقدُ الثقة أعلم هذا جيدًا
و لكنني لا اخافُ سوي خسارتك .. لا أريدُ أن انهزم أمامك
لو تعلم حقيقة الفتاة التي أمامك لتغيّر الكثير
لو تعلم أننّي أعتزُ بكبريائي أكثر من أي شئ و أرفضُ الهزيمة أمام أيًا من كان
لو تعلم انني لا أخضع ولا أستكين كفرسٍ حرون
لا أقول "حاضر" و نعم ولا أتخذ من ضعفي سلاحًا أبدًا
فقد تسلّحتُ بأسلحةٍ عدة لا تعرف عنها شئ و لم تري منها شيئًا
فمعك خلعت ثوب الأنثي الثائرة و عدتُ طفلةً ضاحكة تُريد منك أن تصطحبها معك في كل مكان
عدتُ طفلةً تعلّقت بأمانك راجيةً في كل لحظة بهشاشة قلبها ألا تُبعدك الأيام عنها
أصبحت حروف اسمك تطمئنني .. أصبحت أحتمي بضحكتك من قبح هذا العالم
و أتمني لو أستطيع ان أُقاسمك آلمك الذي آراه في عينيك قبل أن تنطق به
كثيرًا ما أوشك علي ان أخبرك انني أتفهمُ حيرتك و ظنونك و شكوكك و لكن لا اجدُ للحديث سبيلاً
فأتركُ كل حديثٍ ضاق به صدري  للأيام .. لعلني يومًا أستطيع أن اخبرك كل ما كتمته عنك

لن أستخير الله فيك ..و كيف يُستخارُ في نعمةٍ أرسلها الله جبرًا منهُ