Monday, 20 June 2016

في قلبي يا أمي

سامحيني يا أمي ,
أنا لا أعبثُ في وجهك بل في وجه العالم
أستردُ روحي من بين مخالب اليأس و تعلمين كم هذا مُهلك .. إسترداد الروح
حاربتُ كثيرًا حتي لا أقع في حبه و أحارب كثيرًا الآن لأفلت منه
حاربتُ كثيرًا لأجله و اليوم أحاربهُ .. شعورٌ هادم يا أمي
و إبنتُكِ هشة فأنتِ خير من يعلمَ هذا
أكونُ صلبة أيام و أتعهدُ و أقسم ثم أنتكس بحنيني إليه
أفتقده كثيرًا يا أمي و أخجل من أن اخبرك بهذا
أفتقده حيثما تركني حتي بدون توديعي
كان صديقًا و حبيبًا و فرحًا و إستوطن قلبي
الوحشة التي أشعرها من بعده لا توصف ..
لم انطفئ فقط يا امي .. بل إنطفئ كل شئ في عيني
صفعني بأكثر ما يؤلمني في الحياة "الفقد و البُعد" صفعني بأكثر ما يخافهُ هو
أحاربُ نفسي و يوبخني كبريائي كلما سقطتُ من جديد
أحارب الأيام لكي تمضي و أحارب الوقت لأكون أذكي منه كما طلبتي مني
أحارب لأستعيد نفسي و انا سئمتُ يا امي شعور الحرب هذا
حتي حبهُ كان حربًا .. أترين كم أصبحتُ مُستنفذه؟
لماذا يكرهني العالم هكذا يا أمي .. يرغمونني علي العبوث
و أنا أكثر ما احب هو الضحك .. الجميعُ يحبُ ضحكتي
لماذا يسلبني العالم أحلي ما املُك؟ ضحكتي
و يسلبني اكثر ما أريد ؟ السلام
سامحيني يا امي و لكن الانسان يغضب من ألمٍ يلازم رأسه بضع ساعات
و انا قلبي مُنكسر ليس فقط متألم .. أواجه الدنيا بضحكة زائفة ولا يكفُ هو عن النزيف
أبكي حنيني إليه و أبكي قسوته و أبكي إنهزامي
أبكي كبريائي الذي يأبي ان يعترف انه كان كل الحياة و الفرحة المُنتظرة
ماذا انتظر الآن؟ لا أجد نقطة النور يا أمي التي طالما أشارنا إليها سويًا
لا أجدُ سوي الظلام القاتم ..سأتعافي يا أمي لا تقلقي
و إن لم اجد نورًا فانتِ نوري و إن سُلِبتُ السلام فأنتِ سلامي
ستنتهي تلك الحرب لصالحي كباقي الحروب أعلم
و لكنها الأثقل و الأصعب
لأنها جائتني سلامًا و جبرًا من الله .. هذا ما ظننتُه
جائتني نعمة أدعو دوامها يومًا تلوَ الآخر
جائني الآلم في أبهي صور الفرح يا أمي
أفضل موّضعٍ للسكين حيث يريد المرء أن يضرب
و هو في قلبي .. في قلبي يا أمي



No comments:

Post a Comment