Friday, 1 January 2016

غُفران

البعضُ يري أن عامًا قد مضي و البعض الآخر يري عامًا جديدًا آتي و الفرقُ بين النظرتين شاسع
أما أنا .. ف أقيسُ الأعوام و عمري بقدر سعادتي و خفةُ روحي
أكتبُ لنفسي رسالة في نهاية كل عام لأقرأها العام الذي يتبعه و تكون عبارة عن مجموعة أسئلة أبدأها بسؤال يظنه البعض ساذج و لكن هذا السؤال بالنسبة لي ثمرة العام بأكمله "كبرتي سنة ولا صغرتي سنة" دائمًا أسعي جاهدة ألا أنخدع بالسنين الواهية تلك
أقارنُ بداية العام الماضي مع بداية هذا العام فتتسعُ ضحكتي شاكرةً فضل الله علي التخلص من القيد و الآلم 
أقارنُ حياتي الآن بما مضي ف أتمني لو أقضي عمري ساجدةً بين يديّ الله 
تنفستُ الصعداء .. تنفستُ .. كغريقٍ طفي في آخر لحظة علي وجه الحياة 
لا يعلمُ أحد حقيقة ضحكاتي و سعادتي المفرطة إلاّها ..
كنتُ عصفورًا آسيرًا لسنين يحاول علي ضعفه الفرار فلا يفلَح يحاولُ إستخدام ما وهبه الله من أجنحه للطير فيسقط أرضًا تحت الأرض يحاول و يحاول و يحاول ولا يرجو إلا خلاصه 
لازلتٌ أبكي عندما أتذكر ما مضي من أعوامٍ مُحزنة أبكي كطفلٍ عاد لأحضان أمه بعد شيبُه
تعذبَّت روحي و ليتني أجدُ لفظًا اكثر قسوة .. تعذبتُ لأصبح ما أنا عليه الآن
لأصبح الفتاة التي إندهشت عندما أخبرها أصدقائها بعد عامٍ و نصف من صداقتهُم " أن هذه اول مرة يرون دموعها!!" أحقًا مضي عامٍ و نصف و لم تزرف دمعة واحدة امام صديقاتها .. تلك التي كانت لا تفارق الدموع عيناها 
لأصبحٌ الفتاة التي تقرر قبل نهاية العام ببضع ساعات أن تتغير فلا تحبُ اكثر من اللازم ولا تعطي كل ما لديها و تحدُّ من غضبها 
و بمجردُ أن حلَّ العام الجديد تراجعت هامسةً لنفسها هذا ما أنا عليه ولا أريدُ حتي أن اتغير ف كلُ ما تشبَّثت به من قراراتها هو أن تحدّ من غضبها و ماذا عن الباقي ؟ تفخرُ بكونها لا تقفُ في منتصف الحب ولا في منتصف الحياة تعطي كل ما لديها و تحبُ بكل ما حوي قلبها و عندما تكرهُ لا تسامح أبدًا , غبية تتغذي علي إستنزاف طاقتها 
غبية لا تعلمُ من تكون سوي في كتاباتها المشوّشة تكتبُ آملةً أن تجد نفسها بين السطور
و تقرأ آملةً أن تضيع بين الحكايّا و الخيال 
غفرتُ لنفسي هذا الظلمُ البيّن في حق نفسي بعدما إستشعرتُ غفران جابر الخواطر الذي 
لا يتركُ روحي لتصدأ و لا يتركني

اللّهم عامًا دون فَقد و دون خيبة , طاقةً لما يستحق و زُهدًا فيما لا يستحق
جأشًا في وجه ما لا ينكسر و لينًا في وجه الحياة
اللّهٌم .. حياة كتلك التي لا يعلمُ عنها سواك
"إن كان حظي في الحياةِ قليلُها .. فالصبرُ يا مولايّ فيهِ رضاكَ"




No comments:

Post a Comment