Thursday, 14 February 2013

آدم

 رغم صغر سنها ورغم إختلافهما ورغم كل شىء إلا أنها قد أحبته .. أو قد إعتادت وجوده **
منذ نشأة تلك الصداقة المنتهية وحتى تطورها ونهايتها .. كان ولازال شيئاً يصعب عليها إيجاد تعريفاً له 
وكعادتها أخلصت .. وكم تمنت العودة بالزمن للتخلص من هذا الحمل الثقيل الذى لاطالما شعرت بالمسئوليه تجاهه 
فواجهته تارة بالحب وتارة بما لم يخطر على باله من قسوة و عنف
لم تعتد على التفكير فى عواقب التصرفات الهوجاء و أبداً لم يوقفها عن الهرولة تجاه ما تشتهى شيئاً
فكم أقسمت وتوعدت و إنتكست بحنينها إليه مرةً أخرى 
مراتٌ للإنتقام ولم تفلح .. و مراتٌ حتى توهمهن بأنه قدعاد لأحضانها.. ولها هى فقط 
فى وجوده الباهت شعرت بالفشل والعجز والرضوخ اللامتناهى أمام حبه 
وفى غيابه الدائم فراغٌ لايملئه أحد رغم أن فراغها كان دائماً أعمق من أن يمتلىء
إستوطن قلبها الجزع و سيطرت الحيرة على كل ذرة عقل تبقت فيها
ربما ليس بسبب كذبه الذى قد إعتادته أو بسبب خياناته المتكررة وبأشكال مختلفة  
ولا بسبب كل مايذهب عقله الذى نادراً ما يكون فى كامل حضوره .. بل بسبب إخلاصها فى كل ما لديها 
أخلصت حنيناً وحباً .. وأخلصت سخطاً وغضباً بحثت فيه عن الكمال الذى ينقصها 
.. و عن االخشوع الذى لا يزورها إلا قليلاً
كانت عندما تستجمع قواها وتنظر فى عينيه ترى إبليسأً يود لو يتوب على يديها 
ترى طفلاً يخبأ شره خلف دهاء الإبتسامة .. ترى حزناً قد أصبح آسيرها وطيفاً يلاحق طيفها ..
ترى كل ما قد أدارت وجهها يوماً عنه .. فى عينيه 
فتغمض عينيها وتلامس أصابعها ضلوع آدم .. حيث تشعرُ بالسكينة الزائفة
وتتوسم فيه الأحلام .. وتتوسل .. وتتوسل **

No comments:

Post a Comment