Monday, 22 December 2014

كوبُ شاى

شعرتُ بخيانتك قبل ان أراها ..لطالما فعلت
لطالما نبئنى حدسى بخُطاك مُبتعدًا حتى و انت بجانبى 
شعرتُ بخيانتك قبل ان أقوم بأبحاثى المعتادة و عندما تأكدت..
وضعتُ يدى على قلبى مُنتظرةً سماع دوىّ الإنهزام و الحسرة , و لكننّى لم أشعر بشئ 
لم أشعر بروحى تنقبض أو بأنفاسى تتسارع, لم أشعر برغبةٍ فى البكاء حتى
صدقنى هذة المرة لم أشعر برجفة تسرى فى جسدى 
على عكس كل إدعائاتى السابقة بالبرود تجاهك و لكننّى لم اكن صادقة كهذة المرة
وصدقنّى حتى هذا البرود الذى وطأ قلبى مؤلم كذروة حُبك تمامًا

مؤلم أنه لم يعد بإمكانك ان تكسرنى مجددًا
و انه لم يعُد بإمكانك ان تستدّر عطفى او تستغل سذاجتى 
لم يعُد بإمكانك هدم هذا "الجدار العازل" الذى بُنيّ بينى و بينك
ولا حتى ان تبني ألف جسرٍ بيننا
مؤلم أن أمك لن تتمكن من إيقاف دعواتى
التى أذكرُ إسمها فيها كل ليلة مؤكدةً أنك الظالم المرجوّ من الدعاء
مؤلم اننى لم اعُد اتحسر على سنين عمرى التى ضاعت
و بتُّ أشعر انك لم تكُن سوى كابوسٍ مُزعج

فكل هذا مؤلم كحُبك تمامًا , و نعم نسيتُ ان أُخبرُك ان حُبك مؤلمُ أيضًا
لم يعُد بوسعى سوى ان اكتُب عن الهزيمة أو الإنتصار
و عن الألم و الحروب .. فما أقساكَ أنتَ و بلادى
كم أشتاق أن اكتُب عن الحب و السلام
الحب الذى سلبتنى إياه و السلام الذى إنتُزعَ من بلادى

و لكننّى سوف أعتاد.. سوف أعتاد الوحدة مجددًا
و سوف أعتادُ شرب القهوة كما أحبُها انا ليس كما تحبُها انت 
سوف أعتاد النوم مبكرًا فلم يعُد هناك داعي للسهر و الإنتظار
سوف اعتادُ إنشغالُها عنّى و اعتادُ غيابك
انا فقط مُرتبكة قليلاً , تغيّر الكثير و أخشى اننى تغيّرتُ أيضًا
أصبحتُ أحب شرب الشاى الذى لم أجد فى مذاقه يومًا لذّة
أصبحتُ مُجبرة أن أحمل حقيبتى و قلبى لمواجهة عالم كبير لا يتسع ليّ
أصبحتُ وحيدة أكثر من أى وقتٍ مضى
لم يعُد فى جعبتى مزيد من الأسرار
أشعر بإرتباك..أريدُ العودة ..لا أعلمُ إلى أين و لكن أريد ان اكون حيث الامان 
ها قد برد كوب الشاى .. كما برد كل شئٍ من حولى












No comments:

Post a Comment