Friday, 15 November 2013

صرخة الحياة

تعلمتُ جيداً كيف يكون الرقصُ على الجراح 
كيف تُداوى تموّجاتُ جسدى جروح روحى و تشفيها
فيخرجُ منى الآلم كما يخرج السُم من الأفعى بعد رقصتها على المزمار

تعلمتُ أن الشتاء ليس حزيناً بل عاصفاً صارماً .. لذلك لا نميلُ إليه
تعلمتُ أن السير تحت الأمطار بداية .. بداية لفصلٍ جديد مشرق
ولكن حتى تضحك السماء عليها التخلُص من حمولها و أعبائها أولاً
تعلمتُ أن ما من شئٍ وما من أحد يستحقُ أن نشوّه أرواحنا بالكراهية لأجله
و أن الأسود ليس لون الحزن فقط..بل لون الوقّار..لون الليل الذى يوّلد من باطنه النهار
تعلمتُ كيف تكون خطواتى متناغمةً مع إيقاع الحياة 
كيف أجعلُ الشيطان والملاك اللذان يسكُنانى يتصالحان ويكُفان عن النزاع
أدركتُ جيدًا كيف يكون النهوض من بعد السقوط والترنُح 
كيف أُحكمُ إغلاق أبواب قلبى فى مهّب الريح..وكيف أترُكها إن أردت ولا يتجرأ أحد على الإقتراب
تعلمتُ لغة الحياة .. لغة الصمت و أيقنتُ أن عقارب الساعة تكرهُنى مثلما أكرهها تماماً
تصالحتُ مع واقعى .. مع نفسى .. مع كل تلك الندوب التى علمتنى الأيام كيف أحوّلُها حروفاً
تعلمتُ لذة السجود والروح مُنكسرة .. ولذة الدعاء بدموعٍ لا بكلام
تعلمتُ كيف أطفو رغم أننى لا أعلمُ كيف أسبح .. تعلمتُ كيف أحضر و أغيبُ فى الوقت ذاته
تعلمتُ كيف اكون ضيفةً خفيفة كالفراشاتِ المُتنقلّه بين الورود دون ضجيج..
و أرحلُ من دون أن تُدرك حتى الورود رحيلى
تعلمتُ الصبر والمُثابرة و تعلمتُ كيف يكون الله فى قلبى لا فى عينى
و أن الحزن يوّسوّسُ لروحى كلما سنحت الفرصة ليملأ كل مكانٍ شاغرٍ فيها
تعلمتُ أن من يجذبنى للقاع يُمكننى انا أن اتخذ منهُ وسيلةً تدفعُنى لأعلى
و أن ما من شئٍ وما من أحد يعيشُ فينا بل نحنُ من نختار ان نأسر أرواحنا
نحنُ من نُسلم أيدينا لأغلالٍ تقيدنا ثم نشكو مطالبين بالحرية
تعلمتُ التروّى .. ألا أركُض تجاه ما أجهله .. و ألا أذهب قبل ان أدرك طريق العودة

و اليوم .. تعلمتُ أن أكتب .. تعلمتُ كيف تكون السعادة قراراً يُتخذ
كيف أستمتعُ بألحان " كوكب الشرق " صباحاً و أنهى يومى بصوت " فيروز" يدوّى فى جنباتِ روحى
 اليوم أعتذر لكل من تسببتُ فى آلمه ..أولهم أنا .. و آخرهُم أنت و تفصلُ بينى وبينك الحروف المثُقلة بالآهات
اليوم أضحكُ بقلبى أطيع " محمود درويش " و أنسى خيانة الحب السابقة و خيانة الحياة
و أنفجر و كأننى لم أذق للآلم طعماً من قبل .. اليوم أصرخ .. لا صرخة آلمٍ بل صرخة الحياة





"فى حُب من كانت دائماً خلفى تتلقف فُتات ما أُسقطهُ من روحى
و فى حُب روحٍ لامستنى قبل أن أراها .. آدم "

No comments:

Post a Comment