Thursday, 18 September 2014

و فِينَك..

كانت عيناك زائغتان .. مُرهَق .. صامت
تملأ الفوضى المكان  .. زجاجات خضراء هنا و رماد إحتراق قلبى هناك و ضحكاتُهن مبعثرة فى كل مكان
لم أكبّد نفسى عناء الشجار المعتاد الذى ينتهى بمحاولاتٍ تبؤ جميعها بالفشل لإقناعك أن إهمالك فى صحتك يؤذينى أكثر مما يؤذيك

ضممتنى بدون كلمةٍ واحدة محاولاً أن تُميّز بين نكهات و رائحة كل خصلة من خصيلاتِ شعرى على حدى
أغمضتُ عيناى و إسترخت أصابعى فى طريقها إلى ضلوعك
حاولتُ بإستحياء ان اتجاذب معك أطراف الحديث و لكن صامتٌ انت كعادتك
تتأمل أركان الغرفة مُغلقة النوافذ التى كادت أن تختنق من فرط تدخينك
كنت مُتعبًا أكثر من المعتاد مُثقلاً بأوجاعٍ لا يسمحُ لي كبريائُك حتى ان أطلع عليها و لكننى سمعتُ تلك الضوضاء بداخلك
همست فى أذنى مع صوت الراديو الخافت : "-و فينَك أنا من غيرك انا مش عا...
-هتمشى؟
-وكل شئ بينسرق منّى
 -هتمشى؟!
-العمر م الأيام و الضىّ م الننّى
-زى كل مرة .. كنت عارفة "
لم أشعر سوى بنبض قلبى المتسارع حينها, أما أنت فلم أشعر حتى برجفة تسرى بجسدك
كُنتَ ساكنًا لا أعلمُ ميتًا أم راغبًا فى الموت
شعرتُ فى هذة اللحظة كم أُشبهُ سجائرك تلك .. لا تستغنى عنها .. تحرقُها فتحرقُكَ من الداخل
و تُطفئُها بعد ان تنتهى منها .. ولكن الفرقُ بينى و بين سجائرك أنك تنتهى منها فتطفئُها
أما أنا فلا تنتهى منّى أبداً و دائما ما تترُكُنى أحترق
"-أنت عملت إيه عشانى ؟
-عملت كتيير قابلتك و حبيتك و دة كفاية
-لا مش كفااية
-انا بحسد الكُحل اللى كحّل رموشك
-أنا خايفة عليـ....
-و أحمر شفايف اللى زيّن شفايفك
-إعمل حاجة عشاا....
-بحبك .. هحبك مش عارف قد إيه "
و ربما كانت هذة آخر اللحظات التى إعترفت فيها بحُبى و أدركتهُ بآخر ما تبقى من قلبك السقيم
بعد كل نقاش أو جدال بيننا كنتُ أكادُ أجزم أننى لو تبادلت هذا الحديث مع جماد لذاب أمامى و تحرك
لم أفهمُك يومًا حتى كفانّى شرفُ المحاولة .. ربما لانك لم تفهمُكَ أيضًا